2012/12/20

الجبارون الجدد

من العجيب أن إسرائيل لم تبدأ حياتها بموالاة أمريكا بل بدأتها بموالاة روسيا واختارت لنفسها الايديولوجية الاشتراكية .. وكان أول بيان صهيونى لها هو صدى للمانفستو الشيوعى .. وكان البيان يقول " أن تاريخ بنى الإنسان هو تاريخ صراع طبقى وقومى " وهكذا بدأت اسرائيل بحركة " الكيبوتس _ المزارع الجموعية " وبإنشاء حزب العاملين من أجل الأرض .. وكان " بن جوريون " ملحدا ورفض دخول المعبد اليهودى واختار الصهيونية ديانة له ... ورغم هالة اللطف التى تعود أن يقابل بها الناس إلا أنه كان يخفى فى داخله مشاعر الحقد والكراهية ... وكان عجيبا منه بعد أن أصبح رئيس وزراء ورجل دولة معتبرا أن يسأل عن قبر وزير الخارجية السابق فى حكومة بريطانيا " أرنست بيفن " ثم يذهب إلى قبر الرجل ويدوسه بحذائه والسبب أن " بيفن " لم يكن يساعده فى خطة إنشاء اسرائيل . وكان " ستالين " هو الذراع التى ساندت إسرائيل وكان " جروميكو " أول من أعطى صوته لمشروع التقسيم .. وقال ساعتها " بيدى هذه اخرجت إسرائيل إلى الوجود " وقد ساند " ستالين " المشروع الإسرائيلى باعتباره قوة يهودية مسلحة تقف ضد الحكم البريطانى فى فلسطين وباعتباره قوة مناهضة للاستعمار الغربى .. وكانت إسرائيل فى أشد الحاجة للسلاح .. وبتوصية من " ستالين " للحكم الشيوعى الوليد فى تشيكوسلوفاكيا .. بدا السلاح يتدفق على إسرائيل من براغ .. وفتحت تشيكوسلوفاكيا أرضها لتدريب الجنود الإسرائيليين وطيارى الفرق الجوية الأولى فى الجيش الإسرائيلى .. وكانت إسرائيل تقدم ثمن تلك .. على شكل سرقات من التكنولوجيا الأمريكية المتطورة تقدمها رشوة للسوفييت .. ومنها نظام رادار متحرك للإنذار المبكر . ورسم مسروق للطائرة الأمريكية " BT 13 " وكان " ستالين " بدوره يمد الدولة الناشئة بالمهاجرين .. وأول دفعة كانت مائتى ألف يهودى بولندى أذن لهم بمغادرة الاراضى السوفيتية .. ثم آلاف أخرى من رومانيا وهنغاريا وبلغاريا وكان موقف الحكومة الأمريكية فى البداية هو الشجب الكامل لأى دعم لإسرائيل أو للقضية الصهيونية .. ولم يكن السبب ايديولوجيا وإنما كان السبب حرص أمريكا على الغنيمة الكبرى التى غنمتها من السعودية .. وهى البترول واستخراجه والعقود السخية مع الملك " عبد العزيز آل سعود " التى خرجت فيها أمريكا بنصيب الأسد ومن أجل ذلك اعتمدت سياسة معادية لإسرائيل وأصدرت قرار بمنع شحن أى سلاح لفلسطين ... إرضاء للشعور العربى.
أما اليهود الأمريكيون فقد وقفوا ضد حكومتهم وجمعوا المال والتبرعات من أجل دفع ثمن الأسلحة التشيكوسلوفاكية .. وساند المليونير الامريكى " فينبرج " الحملة الإنتخابية للرئيس " ترومان " حتى نجح .. وكان رد " ترومان " للجميل فوريا .. فاعترف باسرائيل رسميا ... وبدأ التحول الكبير.
وسارع " بن جوريون " حينما التقى بمدير المخابرات الأمريكية  ال "CIA " ليقول له أن الموساد الإسرائيلى فى خدمتك وفى خدمة أمريكا .
وقامت اسرايل لفورا بأكبر عملية غدر بحليفها السوفييتي القديم فكلفت الموساد باستقصاء كل مايجرى وراء الستار الحديدى عن طريق المهاجرين الروس القادمين لإسرائيل ثم قدمت هذه الاسرار إلى المخابرات الأمريكية رشوة محبة .. وكان المهاجرون من وراء الستار الحديدى قد بلغ عددهم أكثر من ثلاثمائة ألف مهاجر ..
وكانت الطعنة غادرة وفى مقتل
لقد فضحت إسرائيل حليفها السوفييتى وعرته وكشفت سوءاته لأنها كانت تريد أموالا أكثر وتأييدا أكبر .. ولم يكن عندها أى مبادئ سوى مصالحها .
وأنقلب " ستالين " على اليهود داخل روسيا وعلى يهود تشيكوسلوفاكيا وأوروبا الشرقية فيما يعرف بمحاكمات براغ وعرضهم على المشانق وأجبرهم على الأعتراف وعلى استنكار اسرائيل والصهيونية.
وعندما توفى " ستالين " فى سنة 1953 تم اعتقال كبار الاطباء اليهود فى الكرملين وفى نفس العام قطعت روسيا علاقتها الدبلوماسية باسرائيل .
وبدأ عهد التعاون الذهبى بين الموساد والمخابرات الأمريكية وبدأ عهد شراكة فى صياغة سياسات العالم .. وكانت الفاتحة عمل إنقلاب ناجح على نظام حكم وطنى فى جواتيمالا ومحاولة زرع نظام عميل فى جنوب فيتنام بعد هزيمة الفرنسيين .

ووافقت أمريكا لفرنسا لتبيع اثنتى عشرة طائرة قاذفة من طراز ناتو لإسرائيل ثم اعقبتها صفقات دبابات ومدفعية .. وبالمقابل مدت الموساد نشاطها لمؤازرة فرنسا فى ثورة الجزائر .. وأيامها قال " شيمون بيريز " كلمته الشهيرة ب " أن كل فرنسى يقتل فى الجزائر وكل مصرى يقتل فى غزة هو خطوة نحو تقوية العلاقات بين فرنسا وإسرائيل " وكان التتويج الفعلى لهذه العلاقة الآثمة هو الغزو الثلاثى لمصر فى حرب السويس 1956 بجيوش فرنسية وإسرائيلية وبريطانية .
وفى الشهر الخامس من عام 1958 قامت الحرب الأهلية فى لبنان وكان للمخابرات الأمريكية والموساد دور فاعل فيها .. وكان عقل المؤامرة المخطط من وراء الكواليس هو الإسرائيلى " K.K. Mountain" وهو الثعلب الذى أرتبط اسمه بكل الثورات والإنقلابات  الدموية فى الشرق الأوسط والقارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية .
وسقط الحكم الملكى فى العراق بثورة قام بها " عبد الكريم قاسم " وكتب " بن جوريون " فى مذكراته .. " نحن فى أوقات تاريخية لن تتكرر أبدا " .. وكان قد سمع بأن الاتراك يسعون لإنشاء علاقات وثيقة بإسرائيل مدفوعين بالاحداث العصبية فى المنطقة .. وأقترح " بن جوريون " على " آيزنهاور" فكرة حلف بغداد الذى تشارك فيه تركيا وإيران والحبشة للوقوف أمام المد الشيوعى ... وكانت الموساد هى صاحبة التعبير " حلف الطوق " واستراتيجية الطوق هى ... واشتركت مخابرات " السافاك " الايرانية مع الموساد و ال CIA فى تنظيم ثلاثى ينفق من صندوق دولارى حر من جميع الاجراءات وكان رئيس الوزراء الايرانى فى ذلك الوقت " محمد سعيد " هو تاجر فى البازار وقد نجح الأمريكان فى احتوائه وطلب محمد سعيد رشوة صريحة ربعمائة ألف دولار لتعترف ايران رسميا بإسرائيل ... وأعطيت له وبدأت علاقة السنوات الثلاثين بين إسرائيل و الشاه .... وبزخ نجم المليونير الإسرائيلى " ياكوف نمرودى " .. ووصف اريل شارون نمرودى بأنه مهندس العلاقات فى الثورة الكردية ضد العراق , وكانت الموساد تدرب الثوار الأكراد وتمدهم بالسلاح وبلغ دعم المخابرات الأمريكية للثورة الكردية 16 مليون دولار , وكان دعم الشاه أكبر ولكن بالرغم من مساعدات أمريكا وإسرائيل للأكراد ضد العراق إلا إنها كانت تساعد الثوار الأكراد ضد بعضهم البعض وتوقع بينهم حتى لا يصلوا إلى شئ ...... كان المراد هو زعزعة الأوضاع باستمرار واحداث نزيف دموى مستمر .... وكانت علاقة الموساد بالامبراطور الدموى " هيلاسلاسى " امبراطور الحبشة وثيقة وحينما حدث الإنقلاب الأول على حكمه صرخ هيلاسلاسى " اطلبوا الاسرائيليين " وقد انقذت الموساد الامبراطور ثلاث مرات من عمليات انقلاب حتى اطيح به فى 1974 .... وكانت شركة انكودا هى مركز المخابرات الاسرائيلية فى افريقيا وكان بها مخبأ عظيم للأسلحة وكان الجواسيس ينطلقون منها إلى كل البلاد العربية ... وكالعادة كان أعلب الجواسيس كانوا يباشرون عملهم فى البلاد العربية كخبراء زراعة , كما يحدث الآن فى أيامنا .
وازداد التغلغل الاسرائيلى فى افريقيا السوداء كخبراء تعمير وزراعة وتجار سلاح ومدربين عسكريين للثوار فى الدول المطلوب قلب أنظمتها .... وكان لهم فى كل دولة جواسيس .
وفى زيارة ليفى أشكول رئيس الوزراء الاسرائيلى لأوغندا استقبله عيدى أمين فى المطار بحفاوة وأقام له حفلات رقص شعبية ..... وفى ساحل العاج كان هناك استعراض جميل لحرس الشرف ..... وعندما وصل الركب إلى زائير كان " موبوتوسيسيكو " السفاح الزائيرى فى استقبالهم وكان قد شنق فى ذلك اليوم أربعة من وزرائه وكالعادة راح أشكول يصفق لاحتفال الفتيات والمظليات وهن ينزلن بمظلاتهن .... وفى الكنغو ... كان " لومومبا " " خميرة عكننة " للأمريكان وكان العزم على قتله بالسم ولكنه لقى حتفه على يد الثوا قبل أن يصل السم من القيادة .
ومعلوم أن موبوتو وصل إلى السلطة عن طريق المخابرات الأمريكية وجمع واحدة من اضخم ثورات العالم وكان جزءا كبيرا منها يذهب عمولات للموساد .... وكان عيدى أمين رجل إسرائيل وبريطانيا فى أوغندا .... وكانوا يسمونه رجل المشنقة .... وكانت إسرائيل فى ذلك الوقت تساعد حركة التمرد " أنيا .... أنيا " ضد الحكومة العربية المسلحة فى السودان بتنسيق مع CIA وكان الهدف كما حدث مع الأكراد احاطة العالم العربى بالقلاقل وزعزعة استقراره .
وقد حدثت مذابح كثيرة فى أفريقيا كان وراءها الموساد والمخابرات الامريكية ... وعيدى أمين وحده قتل ثلاثمائة ألف من أبناء وطنه وكان يأكل من كبد ضحاياه بعد قتلهم ... وقد قامت المخابرات الامريكية بتدريب سفاحى عيدى امين فى أكاديمة البوليس الدولية الشهيرة بمدرسة التعذيب .
ومن الذين تضخمت ثرواتهم فى إسرائيل نتيجة صفقات السلاح إلى افريقيا والصين الملياردير " ايزنبرج " وكان نظام النقل الجوى فى أوغنده وماجاورها خاتما فى إصبع الموساد و ال CIA ... وكانت شركات السلاح والطيران تكسب بالملايين .... وفى عقد واحد مع عيدى أمين لتوريد الذخائر والمتفجرات كان المبلغ ثلاثمائة مليون دولار . وكل هذه القنابل كان عيدى أمين يفجرها فى شعبه ... وفى أنجولا كانت منظمة MPLA   الآمريكه أكثر جبروتا وتوحشا من عيدى امين وكانت التعليمات الآمريكيه المشدده انه يجب ألاينحج انقلاب شيوعى فى انجولا وكانت اسرائيل تساعد هناك بصواريخ ( جريل ) المحموله على الكتف وهى نسخه بدائيه من صاروخ سام الروسى كما ساعدت الموساد وال CIA فى مسانده حسين حبرى ليصل الى السلطه فى تشاد وكان الهدف نت هذه المساعده هو ضرب القذافى فى ليبيا وبعد فشل القذف الأمريكى لليبيا فى 1986 فى قتل القذافى بدأت امريكا واسرائيل فى تدريب الفى شخص اغلبهم من السجناء السابقين فى ليبا وكان التدريب يتم فى تشاد نفسها وفى زائير كان ما يجرى فى ادغال افريقيا مثل القنبله النوويه الاسرائيليه سرا لا يعرفه احد لانه كان يجرى فى مناطق بعيده محجوبه عن مصارد الاخبار وبفضل الاهتمام الاسرائيلى تمكنت المخابرات الامريكيه من توفير المساعده للملكيين فى اليمن وارسلت اسحله اولا الى ايران لتتم اعاده تغليفها لاخفاء بلد المنشا ثم ارسلت الى الحرب وحرصت امريكا على اخفاء دور الاسرائيليين فى العمليه عن الملك فيصل فى االسعوديه لعلمها انه يكره اليهود وتتطورت اسرائيل من تاجر سلاح الى منتج سلاح ثم الى مخترع سلاح حينما اخترع عوزى الاسرائيليى مدفعه الرشاش الشهير وقال كلمته الشهيره ان الانسان قاعده عسكريه متحركه ضعوا فى يده رشاش جيدا وسوف يفعل المستحيل وكان رشاش عوزى يتكلف 50 دورلا لانتاجه ويباع فى السوق ب700 دولار اى بمكسب 14 ضعف ثمنه وكانت اسرائيل تبيع الاسلحه لحاكم الدومنيكان الدموى فى الكاريبى الجنرال رفائيل والى سوموزا سفاح نيكاراجو وكان مائير كاهان الحاخان المنتطرف يقود دعوه فى امريكا ضد اى سلام مع العرب ويدعوا الى حرب ويجمع التبرعات لشراء الاسلحه وجشع اسرائيل وطمعها فى مضاعفة ارباحها من صناعه السلاح جلعها تأخد الاذن من امريكا فى استعاره تصميم المحرك الامريكى 69-ل لتركيبه فى طائراتها كافير مع التعهد بعدم بيع كافير الجديد والاتجار فيها ثم خانت الامانه وباعت هذه الطائرات الجديده للاكوادور كما سرق الجاسوس اليهودى بولارد مجموعه من الوثائق العلميه تزيد على 800 الف صفحه قام بتصويرها ثم اعادها وكانت قضايا بين الحليفين سمعنا عنها فى الجرائد ومازال الجاسوس بولارد محبوسا ولكن التعاون الاجرامى بين الموساد والCIA فى افريقيا استمر ثم انتقل الى الكاريبى والى دول امريكا اللاتينيه الى سوموزا غارشيا سفاح نيكاراجو الذى اذراته اسرائيل باكداس من السلاح ضد شعبه وفى السلفادور تعاون الموساد وال CIA فى تمويل وتدريب فرق الموت وكان السفاح ميدرانو يتباهى بالميداليه الجميله التى حصل عليها من الرئيس الامريكى جونسون وأصبحت أمريكا اللاتينية السوق الرئيسية للأسلحة الإسرائيلية وأصبحت الموساد هى ذراع أمريكا فى جميع أعمالها القذرة فى القارة وحدث نفس الشئ فى جواتيمالا وكان الرشاش عوزى هو السلاح المختار لإبادة المنشقين من الهنود والمزارعين الفقراء وأجهزة الكمبيوتر الإسرائيلية كانت هى الآداة المفضلة للتصنيف وحصر اسماء قوافل الموت واعتبر مؤتمر اساقفة الكنيسة الكاثوليكية مافعلته اسرائيل فى امريكا اللاتينية مثل مافعله الخمير الحمر فى كمبوديا جريمة كبرى من جرائم الإبادة ولكن حماس اسرائيل لبيع السلاح ولجنى الأرباح السريعة غلب على كل اعتبار .
وما فعلته اسرائيل فى جواتيمالا فعلته فى هندوراس واستأجر الجنرال " الفاريه " فريقه الإسرائيلى فى تدريب الكتيبة رقم 316 والمسماة بكتيبة الموت والمكلفة بالأعمال القذرة واسكات المعارضين وضمن ما باعت اسرائيل لهندوراس كانت الأسلحة التى غنمتها فى غزو لبنان ... وضمن فضائح تلك الأيام كانت حكاية تلغيم أمريكا لبعض موانى أمريكا الوسطى ... وما حدث من احتجاج على هذه الجريمة التى خرقت القانون الدولى ملأ كل الصحف وما حدث فى أمريكا اللاتينية حدث فى أسيا فى أفغانستان ... فى تسليح أمريكا واسرائيل للوردات الحرب فى أفغانستان ربانى وحكمتيار وسياف وأخيرا جماعة الطالبان عن طريق باكستان ليضرب بعضهم بعضا .. وكانت التعليمات .... أن كل الآثار التى تدل على تورط الولايات المتحدة يجب ان يتم محوها .... ولكن فواتير شحن الأسلحة .. وأسماء السماسرة ... وملايين الدولارات المدفوعة كان من الصعب طمسها ... وكانت رائحة التآمر القذر تفوح رغم كل التعتيم ....

وماذا كانت الثمرة؟؟؟؟

فى السلفادور وحدها 40 ألف قتيل مدنى وفى أوغندا 300 ألف قتيل هذا غير ماحدث فى جواتيمالا والإكوادور وهندوراس والسلفادور وأنجولا وزائير والكونغو وجنوب السودان والحبشة وأفغانستان ... هذا غير المحروقين بقنابل النابالم الإسرائيلى ممن تفحمت جثثهم وتحولوا إلى رماد ولم يعرف لهم احصاء وغير الذين فروا وتركوا ديارهم وأصبحوا لاجئين وغير الأطفال الذين ماتوا من الجوع فى الطريق وكانت الطائرات تقصف مخيمات الثوار ثم يتضح بعد ذلك أن ماقصفوه كانت مخيمات المزارعين العزل الابرياء .
وبينما كانت طائرات العال كانت تهبط ليلا وتقلع ليلا كان حرس سوموزا مشغولين بعمليات قتل مفرطة وممن قتلوا كان مراسل الأخبار A.B.C " بيل ستيوارت " قتلوه بدم بارد وهو راكع أمامهم فى الطين .
 ثم الحكايه الشهيره حكايه الجنرال امانويل نورييجا بارون المخدرات وحاكم بنما (بعلم امريكا ) وبحراسه الموساد ( كان هناك فريق حراسه من الموساد يصاحبه اثناء زيارته لباريس ) وهو رجل كان عميلا امريكيا ثم اصبح مغضوبا عليه ومطاردا ثم وضع فى السجن كمحاوله اخيره للتعطيه على تلك الفضائح وكانت اسرائيل مورد السلاح رقم واحد لنورييجا وفى الثمانينات وردت صفقه بنصف مليار دولار اسلحه وذخيره ومتفجرات واجهزه تنصت واتصالات بينما كان نشاط نورييجا الاجرامى تحت عين المخابرات الامريكيه وعلمهم وحينما كانت رائحه الفضائح تتطاير لتزكم الانوف .... كان الرد دائما ... انظروا هذا الرجل عنصر غايه فى الاهميه عندنا فى حرب الكونترا .
وبعد ذلك يدهش القارئ حينما أقول ان امريكا واسرائيل هما اكبر تنظيم ارهابى فى العالم ... ويسألنى السائل ما دليلك ؟؟؟؟
 واحسن تعليق هو ما قاله رابين نفسه ايام ما كان وزيرا للدفاع اما لجنتى الشؤن الخارجيه والدفاع حينما ذكر فى حزن شديد ان اقتصاد اسرائيل فى ورطه وصناعه السلاح تكاد تتوقف لان الحروب الصغيره فى افريقيا وامريكا اللاتينيه بدأت تضع اوزارها والسلام بدأ يسود 
كان السلام دائما هو عدو اسرائيل وامريكا اللدود .
 اما النكته التى تصلح ختاما لهذه المأساه فهى ما ذكر عن زيارة " جورج كيف " مندوبا عن المخابرات الامريكيه بهديه الى آيه الله الخومينى فى طهران عباره عن تورته شيكولاته وكان قد اشتراها  من مخبز ملتزم بالشريعه الاسلاميه وكانت امريكا فى هذه الايام تساعد الخومينى بالسلاح خفيه عن طريق اسرائيل وكانت فى نفس الوقت تمد صدام بالسلاح كانت تعليماتها نساعد الاثنين طوال الوقت بحيث لا ينتصر أيهما على الاخر حتى يستنزفا نزيف الموت .
 وما حدث ان حرس الخومينى اكلوا التورته وان الخومينى استمر يصيح فى خطبه ان امريكا هى الشيطان الاكبر
 وهذه هى الدنيا التى نعيش فيها ونسأل الله ان يخرجنا من هذه الدنيا على خير
 ملحوظه :- المعلومات فى هذا المقال ليست من عندى وانما من كتاب " علاقات خطره " من تأليف " اندرو و لسلى كوكبيرن " وهما يهوديان
 وصدق الله العظيم "ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون"
 ومن قبلهما كان " فانونو "  اليهودى الثالث الذى فضح بالصور والمستندات اسرار المفاعل الذرى الاسرائيلى فى ديمونه والقنابل الذريه التى صنعتها والقنابل الهيدروجينيه التى تعدها لعصر الخراب القادم و " فانونو " مازال رهن الحبس حتى الان فى اسرائيل واسرائيل وامريكا هما بلا شك اكبر تنظيم ارهابى يهدد الحياه البشريه بالخراب على هذا الكوكب
 اما التهريج الذى يقوم به الاعلام الاميركى لاعلان الحرب على ليبيا وايران وسوريا بصفاتها دولا ترعى الارهاب فانه بلا شك نكته الموسم .
والعالم بخير مادام هناك اقليه من الناس تقول الحق ولا تخشى فيه لومة لائم وحينما يسود الكفر وتهلك هذه القله سوف يهدم الله الدنيا على من فيها من شرار الناس وتقوم القيامه على الحثاله الباقيه وساعتها لن يكون هناك حكم الا لله الواحد القهار.


دكتور :- مصطفى محمود
من كتاب :- زيارة للجنة والنار

2012/10/02

بكاء قلب

أتبكى ياقلب أندلساه أم تبكى فلسطين العرب
أتكره ياقلب حكام قد خذلوها من زمن
وتركوا الطاغية يعيث كما عاث فرعون من قبل
لقد ولى حماة الدين وخبت نخوة العرب
وستذهب ياقلبى فلسطين كما ذهبت من قبل لاأندلس
أتبكى ياقلب أندلساه أم تبكى فلسطين العرب
رد قلبى على السؤال وهو يبكى بدل الدموع دما
وهل هناك أى فروق بين الأثنين أجيبى
كلاهما خذله الحكام ولم يعبأ سوى لكرسيه
الأولى عبثوا بها والثانية مازالوا عابثين
تركوها لبنى صهيون بها كما شائوا لاعبين
ضاعت من قبل الأندلس وهاهى القدس تضيع وتسألينى
علام أبكى وعلى أى شئ الأنين
قولى لماذا أضحك بربك وأنا أرانا متخاذلين
نصادق أعدائنا ونعادى أبناء الدين
نكره بعضنا كعرب وستضيع منا فلسطين
لم يهتم بنا أحد ونحن نبكى من سنين
نقول وا أندلساه وقريبا سنقول فلسطين
ولكن إدعى الله ألا نبكى دول آخريين
ونحن ننادى للعراق ونحن كالآن باكين
قلت لا تحزن ياقلبى فمازلنا نحن موجودين
ولن تضيع القدس ولن تأخذ منا دول أخرين
فنحن سنحاربهم من الأن ليوم الدين
ومهما بنا فعلوا لن يجلسوا بها متهنين
فنحن لهم بالمرصاد معما طالت السنين
وإن لم تتحرر على أيدينا ستتحرر على أيدى عرب أخرين
صمت قلبى مبتسما قائلا الأن أنا سعيد فقد جعلتينى
أفخر أنى ولدت فى هذا الجيل
جيل أقسم بربه أن لا يجعل على أرضه دخيل أو غريب
وسيحارب حتى أخر أنفاسه لحرية العرب وحرية الدين 

بسنت سالم

2012/10/01

الإسلام والغرب

منذ ظهور الإسلام وأعدائه يحاربونه بضراوة منقطعة النظير ومازالت هذه الحرب موجودة حتى الأن لم تقل بل زادت شدتها إلى أبعد الحدود وزاد محاربيها كلما إنتشر الإسلام أكثر وأكثر فى بقاع الأرض لكن الحرب إختلفت والأسباب أيضا إختلفت فقديما كانت الحرب ليست لأكثر من الخوف من فقدان السلطة والريادة وسط القبيلة أو إتباع شخص ليس ذو سلطة ولا مال أو إتباع دين يساوى بين السيد والعبد ويعطى المرأة حقوقها . لم يكن أكثر من أن لا تسمع كلمتهم وسط رجال القبيلة وأن تهدم تجارتهم فى الآلهه فى موسم الحج ولذلك حاربو الإسلام بكل ما أتوا من قوة وبعد مرور عقود ظلت الحرب قائمة ولكن الآن بشكل وأهداف مختلفة عن السابق ويا للأسف أصبحوا يحاربونا بأناس من ديننا بدعوى الحرية فيتحدثون عن الحرية وكأن المرأة العربية لا تعرف ما هى الحرية وبعضهم يقول إنه مشفق على المرأة العربية بسبب معاملتها كجارية مستعبدة والبعض الآخر ينعت العرب والمسلمون بالمتخلفين لإرتداء المرأة العربية للحجاب والبعض الآخر منهن للنقاب ولما لا ؟؟ لما لا تكون المرأرة العربية حرة ترتدى ما تشاء وتضع كافة أنواع المكياج كما تريد فهذه هى قمة الحرية وغير ذلك تخلف هكذا دائما يقولون والبعض الآخر يقول أن المرأة خلقت رائعة وكاملة وبجسد يجعلها محط أنظار الجميع فلما تخفى هذا الجمال الذى خلقه الله سبحانه وتعالى ؟؟؟ لما خلق الله هذا الجمال إذا كان أمر بإخفائه ؟؟؟ لما أنتم أيها العرب متخلفون ؟؟؟ هذا ما يقولونه دائما ولكن السؤال الأهم هو لماذا هذا التناقض الشديد فى الآراء ؟؟؟ لماذا الحرب لنا على الحجاب للمرآة والجلباب للرجل إذا كانت الراهبة ترتدى مايشبه الخمار فى الإسلام والراهب يرتدى ملابس تشيه جلباب الرجل ولا يتهمون بالتخلف ؟؟؟ لماذا تطالبون نسائنا بالتعرى و تتهمون المتعريات من نسائكم بالعاهرة ؟؟؟؟ لماذا تطالبون نسائنا ورجالنا أنا اليتشددوا فى موضوع الزواج قبل إقامة أى علاقة محرمة وبدأتم بالمناداة بالعذرية ببلادكم ؟؟؟؟؟ لماذا تبيحون العرى فى أفلامكم قائلين أن النساء والرجال جميعهم متشابهون وعلى الرغم من ذلك نجد من يحب شراء المجلات والأفلام الإباحية ليشاهد هذه الأجساد ؟؟؟ لماذا تستغربون إذا إعتبرنا أنه من العار أن تنجب إمرأة عربية طفلا دون زواج وعندكم تنادون الطفل الغير شرعى كما كنتم تسمونهم قديما بابن العاهرة ؟؟؟ حسنا فلتعلمو أن الله آمرنا بإرتداء الحجاب عفة لنا لأننا فى ديننا جواهر ثمينة غالية الثمن ولسنا مجرد لحم رخيص مثل نسائكم رجالنا يحترموننا وديننا أعطانا حقوقنا فى وقت كنتم فيه تستعبدون نسائكم وتبيعونهم كبضاعة رخيصة الثمن .... جمالنا خلق من أجل رجالنا حلالنا وليس عرضة للبيع ولا للشراء فالحرية أيها الغربيون الغير عارفون بها أن تكون حرا دون الإضرار بحريات الآخرين فالعرى والإباحية هى مساس بحريات الأخرين تقولون أنه عندما يفكر رجل بإمرأة بطريقة شهوانية يكون حيوانا وأن رجالكم ونسائكم أسمى من ذلك وأنهم يفكرون بعقولهم وليس بجسدهم ولذلك يستطيع رجل وإمرأة أن يبيتا سويا دون أى ضرر ولكن تخالفون كلامكم ثانية عندما تظهرو أنه حتى لو الرجل غير طبيعى فوجوده مع إمرأة فى غرفة واحدة قد يثير شهوته ناحية النساء ويجامعها وأيضا كثير من الأصدقاء والتى لا تجمعهم سوى الصداقة عندما ينغلق عليهم باب واحد دائما ا يحدث بينهم مالا تحمد عقباه لقد حيرتمونى معكم فأنتم دائما ما تناقضون أنفسكم كم أتمنى من كل قلبى أن تنتهوا من تناقضكم لأنفسكم قبل أن تتحدثوا عن ديننا فأنا لم أعد أبالى بمن يهاجم دينى بعد أن أيقنت بداخلى أن الشجرة المثمرة دائما ما ترمى بالحجارة وأنه لو لم يكن دينى قويا لما إهتم به أحدا إلى هذا الحد وإن لم يكن دينى صحيحا لما تمت محاربته بهذا الشكل فنحن نحارب أكثر مما يحارب عبدة ابقر أو البوذيون أو حتى الملحدون وهذا إذا دل فلا يدل سوى على شئ واحد أن الإسلام هو الدين الختامى وأنه منزل من عند رب العالمين وفى الختام هذه رسالتى لكم إبحثوا عن الكتب الخفية التى أخفتها الكنيسة عنكم والتى تأمر المرأة بإرتداء الحجاب وأن لا تتبرج عند خروجها من المنزل وأن لا يظهر شعرها أوجسدها إلا لزوجها أو لأهلها فقط وأيضا أمرت المرأة اليهودية بنفس الشئ ولهذا ترتدى الراهبة هذه الملابس لأنها الملابس الشرعية التى أمر الله سبحانه وتعالى ولتعلموا أنه ليس مسموحا للمرأة بدخول الكنيسة بدون غطاء للشعر ودون أن يكون جسدها مستورا وكانت نسائكم قديما لا تخرج دون أن تكون مستورة الجسد والرأس فالحجاب بأمر من الله عز وجل للمرأة فى جميع الأديان

بسنت سالم

أفول وسطوع . 33 يوما غيرت مجرى التاريخ

وسقطت غرناطة ، فقد استسلم أبا عبد الله الصغير وسلم مفاتيح أخر قلاع المسلمين فى الأندلس فى مقابل بضعة شروط تنصل منها المنتصرون فى النهاية . وسقطت غرناطة ودخلتها " إيزابيلا دى كاستيلا " ملكة قشتالة المتعصبة و" فرناندوا " ملك أرجون منتصرين ، واضعين أيديهم على كل كنوز غرناطة بل كل كنوز الأندلس والعرب والمسلمين . سقطت غرناطة وأبيدت شعوب وظهرت شعوب ، سقطت غرناطة فتغيرت خارطة العالم , وتغيرت موازين القوى .
*********************
فى نفس العام الذى سقطت فيه غرناطة إكتشف العالم القديم القارة التى بظهورها تغيرت كافة الموازين إنها القارة الأمريكية . ولكن هل كان هذا الإكتشاف مصادفة ؟ هل كانت هذه القارة غير مأهولة ؟ وإذا كانت مأهولة ، مامصير ساكنيها ؟ كيف مولت هذه الرحلة ؟ كلها أسئلة سنجيب عليها فى السطور  القادمة
*******************  
على أرض القارة الأميركية نشأت مجموعة من حضارات لشعوب مجهولة أطلق عليها فيما بعد " الأزتيك ، الأنكا ، المايا " ولكن كيف وصل هؤلاء إلى أميركا ؟ على حسب المفكر الفرنسى الكبير " كلود ليفى شتراوس " أن الإنسان أستوطن هذه القارة منذ 12 ألف عام عندما عبرت أقوام من أسيا الطريق الصخرى الذى كان موجودا بين القارات فى ذلك الحين وقد وجد تشابه كبير فى الرسوم الموجودة بين الكهوف الموجودة فى أميركا وبين الكهوف الأخرى المتواجدة فى سيبريا واتسع استيطان هذه القبائل كى يشمل القارتين ومازالت أثار حضارات " المايا والأزتيك و الإنكا " تمثل شواهد مؤكدة على وجود هذه الجماعات التى زرعت أكثر من مئتى محصول من بينها محاصيل جديدة لم يكن العالم القديم عرف عنها شيئا . ويؤكد المفكر الفرنسى ( والذى كان له كتابا شهيرا عن أمركا قبل 1492 ) أن جناية أوروبا على الحضارة الأميركية هى نفس جنياتها على الحضارة الأفريقية ولكن الشئ الجديد الذى يرصده " شتراوس " هو تصورات الهنود عن الرجل الأبيض وعن إمكان قدومه ، كأنهم كانوا فى حالة إنتظار دائمة لهذا الوصول ، كانوا فى الأساطير والحكايات الدينية يؤمنون بقدوم هؤلاء الغزاة من ناحية الشرق ، بل كانوا بشكل أو بأخر يعطونهم أشكال آلهتهم ، وقد نشأت هذه الفكرة عن إيمانهم العميق بأن لكل لون توأمه الذى يحمل لونا مغايرا وهو جزء من التصور " الميثولوجى " العام لإزدواجية الكون حيث يوجد باستمرار نوع من التضاد والتناقض الذى يحفظ للعالم توازنه وقد تم اكتشاف العديد من الأساطير بهذا المعنى وسط الجماعات التى ظلت منعزلة نسبيا بعيدا عن الغزو الأوروبى ، ووجد مالايقل عن 13 أسطورة تتحدث كلها عن لحظة قدوم الرجل الأبيض . وتؤكد كلها أن الرب عندما أنزل الهنود إلى الأرض قد وضع معهم مايعارضهم ، بمعنى أن هناك أن ماهو غر هندى فى مقابل كل ماهو هندى . لذلك فقد كان من الطبيعى عندما ظهر الرجل الأبيض على شواطئهم _ على الرغم من كونه يلبس خوذة ويمسك رمحا _ أن يصيحوا فى فرح " لقد جاء ..... أخيرا جاء " حتى أنه حين وصل الغازى الإسبانى " كورتيز " إلى شواطئ المكسيك بادر إمبراطور الأزتيك فى هذا الوقت وهو الإمبراطور " مونتزوما " بإرسال كل الحلى المقدسة التى كانت مرصودة للآلهة إلى الضيف الأبيض شبيه الآلهة . كان هذا هو الإستقبال الحار الذى فوجئ به " كريستوفر كولمبس " فى جزر البهاما ، وفوجئ به أيضا جاك كارنيه فى كندا ، لقد فتح لهما الهنود أذرعتهم ، ولكن نوايا البيض كانت معاكسة تماما ، لقد جاءوا كغزاة ومحتلين لا يقبلون سوى الخضوع التام والإستنزاف الكامل ، وكانت ثمرة هذا اللقاء قاسية ومدمرة ، فقد أبيدت أقوام ودمرت ثقافات واختفت لغات . كان الغرب مقتنعا بأنه يملك الحقيقة الوحيدة المؤكدة ، ولم ينظروا للهنود أبدا على أنهم شركاء فى نفس الحضارة ، وعلى نفس الدرجة من الإنسانية . بداية الفكير فى الغزو فى القرن الخامس عشر الميلادى كانت معلومات أوروبا عن العالم بالغة الضآلة . بل إنها لم تتعدى حدود شواطئ البحر المتوسط والساحل الإفريقى ، وظلت الهند والصين بقاعا بعيدة وخيالية ، ومع إعتماد أوروبا المتزايد على تجارة البهار والحرير أصبحت هناك حالة محمومة للبحث عن طريق جديد وقوى من هذه الرغبة إرتفاع ثمن البضائع إلى أسعار خيالية فقد أزدادت قوة الأتراك بعد استيلائهم على مدينة القسطنطينية وأخذوا يفرضون الضرائب والمكوس الباهظة ، كذلك إزداد جشع تجار جنوا وفلورنسا الذين كانوا يشترون البضائع من التجار العرب ويعيدون بيعها للغرب باسعار باهظة . فى هذا الوقت استطاع البحارة البرتغاليون والمتخرجون من مدرسة الملك هنرى للملاحة أن يصمموا السفن ذات الأشرعة الثلاثة القادرة على الحركة والمناورة ، كذلك تطورت أدوات رصد النجوم واستخدام البوصلة ، وكانت فكرة أن الأرض كروية معرفة لدى العديد من البحارة ولكنها لم تجد الإثبات العلمى لها ، وجائت روايات المستكشف والمغامر الإيطالى " ماركو بولو " والتى اختلط فيها الواقع بالخيال لتلهب الخيال وتثير الرغبات لكل مغامر وتجعل الجميع يحلم بالوصول إلى الشرق الساحر الملئ بالخيرات والذهب والبهار وهكذا كانت البداية . كرستوفر كولمبس لم يكن كرستوفر كولمبس ذلك البحار الحالم كما يحلو للغرب أن يصوره ولكنه كان على معرفة عميقة بكل أحوال البحر والطقس وتقلبات المد والجزر ، بدأ حياته كأظم بحار عرفته البشرية مبكرا ، ففى العشرين من عمره إهتدى إلى إحدى الجزر اليونانية اعتمادا على حاسة الشم لديه ، كان اسم الجزرة " ميريفولوس " وتعنى " جزيرة الألف عبير " ، وكان أيضا يتمتع بحدة البصر والسمع . فى عام 1498 خلال رحلته الثالثة عبر الأطلنطى أصيب بالتهاب فى عنيه بعد أن أمضى 27 يوما خلال شهر يوليو على ظهر السفينة محدقا فى الشمس الساطعة . كانت إحدى مميزات كولمبس الأخرى إنه كان رساما بارعا للخرائط ، فقد اكتسب خبرة رائعة باستخدام خطوط الطول والعرض من خلال العديد من المدارس التى كانت مقامة على أرصفة ميناء جنوا ، وسافر إلى البرتغال حيث درس أسرار المحيط الأطلنطى واكتسب معرفة بتيارات المد والجزر وقضى مدة أخرى فى "لأندلس " حيث قام بدراسة نظرية واسعة كانت هى الأساس لحياته العملية فيما بعد ، فقد استطاع تجميع نصوص الكتب من كل العصور ووضع من خلالها تصورا للعالم كما يجب أن يكون ، ولم يكن باقيا أمامه إلا أن يواجه لغز الأطلنطى الغامض . كان هناك إعتقاد سائد بأن المحيط الأطلنطى هو نهاية العالم ولقد كانوا على يقين بأنه كان هناك قارة مجهولة فى وسطه لكنها غرقت نهائيا وأن نهاية المحيط الأطلنطى غير أعمدة هرقل الرابضة عند مضيق جبل طارق ولا يوجد بعدها غير مساحات شاسعة ولا نهائية من البحار المظلمة ولكن كولمبس كان الوحيد المؤمن بأن هذا هو الطريق القصير لشواطئ الهند والصين ولم يجد أحد يتبنى فكرته هذه غير الملكة " إيزابيلا دى كاستيلا " والتى كانت منغلقة الذهن عادة أمام أى فكرة جديدة ولكن بعض المؤرخون يلمحون فى خبث إلى أن موافقتها على هذه الرحلة الخيالية كانت تعبيرا عن عشقها لهذا المغامر الإيطالى . وبالفعل قامت الملكة " إيزابيلا " بتمويل رحلة هذا المغامر وليس صحيحا على الإطلاق ماقيل وقتها أن الملكة " إيزابيلا " قامت برهن مجوهراتها كى تدبر تكاليف هذه الرحلة ، فبالتأكيد أن الملكة " إيزابيلا " قد قبضت الثمن مرتين ، مرة عندما دفعت أوروبا تكاليف حربها مع غرناطة ، والمرة الثانية عندما استولت على ثروات المدينة كى تمول منها الرحلة ويأتى لها ذهب العالم الجديد صافيا . بداية الرحلة فى أكتوبر 1492 أبحر كولمبس على ظهر السفينة " سانتا ماريا " وبصحبته سفينتان أصغر حجما هما " اليذنا " و " البيذتا " وبصحبته 120 رجلا إلى المحيط المجهول وكان بذلك أول من أبحر فوق الأمواج العالية دون معرفة واقعية بتقلبات الريح ولا بدوامات الامواج وقد ظهرت عبقرية " كولمبس " الحقيقية فى قيادته للسفن الثلاثة وسط طرق لم تسر فيها أى سفينة من قبل ، وعندما وصل إلى أول الجزر التى أكتشفها وهى " جوانا هاني " من جزر البهاما كان صراخ البحارة عاليا بالأرض الموعودة التى حسبوها أول شواطئ الهند ، ولكن عبقرية " كولمبس " بدت فى هذه اللحظة عندما رفض أن يرسوا على الشاطئ فى الحال واعتمد على حدسه الخاص كبحار فقد أدرك أن التسرع فى الرسو يمكن أن يعرضه لخطر داهم ففضل أن ينتظر لفجر اليوم التالى وظل يبحث عن فتحة أمنة حتى أهتدى إليها بسفنه . دخل " كولمبس " التاريخ منذ هذه اللحظة واصبح واحدا من أهم أمراء البحار قام " كولمبس " بأربع رحلات إلى الأرض الجديدة من عام 1492 وحتى 1502 سار خلالها بمحاذاة شواطئ فنزويلا وهندوراس والسلفادور وهو يبحث عبثا عن قناة مائية تقوده إلى محيط أخر ينفذ من خلاله إلى شواطئ الهند وظل طوال هذه الفترة يظن انه بالقرب من شواطئ الصين وأن بكين ترقد خلف الجبال التى تلوح له ، ورغم كل كميات الذهب والنحاس التى حصل عليها فقد مات وهو يحلم بالبهار . ولكن حتى لا يتحدث أحد عن قسوة الرجل الأبيض وأنه قد جلب الشرور إلى الأرض الجديدة قرر الرجل الأبيض أو شاحب الوجه كما كان الهنود يطلقون عليهم إخراج كثير من الاساطير والتى تصور الهنود الحمر على أنهم بشر بدائين ومتوحشين بل أنهم الأقوام الأكثر شرا وتوحشا فى التاريخ ولكن فى المقابل بعد دخول هؤلاء مختلطى الدماء الذين إحتلوا الأرض الجديدة بدأ ما تبقى من الهنود فى نسج الأساطير الجديدة حول وحشية الرجل الأبيض ولكنها لم تنتشر خاصة وأنه كان هناك تعديا شديدا على ما تبقى من الهنود . عندما وصل الرجل الأبيض إلى القارة الأمريكية كان تعداد الهنود من 80 إلى 90 مليون نسمة ولكن عندما بدأت عملية الإبادة للهنود تضائلت أعداد الهنود بشكل فوق الوصف واخذ منهم كل شئ بلا إستثناء إلى أن وصلوا فى النهاية ليصبحوا قوما معرضين لخطر الإنقراض كما أشرت فى موضوع خاص بهم من قبل وبهذا كان لنهاية المسلمين والعرب فى الأندلس بداية لظهور الولايات المتحدة الأمريكية وأن الرحلة التى أدت لظهورها للناس كانت من أموال العرب والمسلمين لتحارب العرب والمسلمين وتشدد الحرب على الاسلام 

  المصدر مجلة العربى

2012/09/29

حوار هادئ مع من قالوا بألوهية المسيح

نعرف أنه لا يصح لأحد أن يفتن فى المعجزة التى جائت بالمسيح عليه السلام أو فى إحيائه الموتى بإذن الله وأتباع عيسى عليه السلام متفقون معنا أن الله سبحانه وتعالى غيب ولكنهم يختلفون معنا فيقولون : أن الله أراد أن يؤنس البشر بصورة يتجلى لهم فيها بشرا فجاء بعيسى عليه السلام ليتحقق لهم ذلك الأنس . ونقول لهم : سنبحث فى هذه المسألة بدون حساسية , وبدون عصبية , بل بالعقل , ونسأل " هل خلق الله عيسى ليعطى صورة الإله ؟ إن عيسى كان طفلا , ثم كبر من بعد ذلك , فأى صورة من صوره المرحلية كانت تمثل الله ؟ إن كانت صورة طفل , فهل هى صورة الله ؟ وإن كانت صورة كهل , فهل هى صورة الله ؟ إن لله صورة واحدة لا نراها ولا نعرف كنهها فهو سبحانه " ليس كمثله شئ " الشورى .11 فأية صورة من الصور التى تقولون إنها صورة الله ؟ وإن كان الله على كل هذه الصور فمعنى ذلك أن الله أغيارا , زهز سبحانه منزه عن ذلك . ولو كان على صورة واحدة لقلنا : إنه الثباتوالأمر كذلك فهو _ سبحانه _ الحق الذى لا يتغير إنهم يقولون . إن الله أراد أن يجعل صورته فى بشر ليؤنس الناس بالإله فتمثل عيسى . ولنا أن نسأل . كم أستغرق وجود عيسى على الأرض ؟ والأجابة : ثلاثين عاما أو يزيد قليلا . وهكذا تكون فترة معرفة الناس بالصورة الإلهية محدودة بهذه السنوات الثلاثين طبقا لتصوركم .
ولنا أن نسأل : ماعمر الخلق البشرى كله ؟ إن عمر البشرية ملايين السنين . فهل ترك الله خلقه السابقين الأولين بدون أن يبدى لهم صورته , ثم ترك خلقه الآخرين الذين قدموا إلى الحياة بعد وفاة عيسى _ أى تمام مهمته _ ورفعه , بدون أن يعطيهم صورة له ؟ إن هذا تصور لإله ظالم , وسبحانه وتعالى منزه عن الشرك والظلم , فلا يعقل أن يضن بصورته فلا يبقيها إلا ثلاثين عاما ؟ إن هذا قول لا يقبله عقل يثق فى عدالة الله المطلقة . ثم أنهم يقولون إن عيسى عليه السلام قد صلب وهم معذورون والحق سبحانه وتعالى قد عذرهم فى ذلك فأورد التأريخ الحق العادل حين يقول " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا " النساء :157 لقد جعل الله لهم عذرا فى أن يقولوا إنها قتل أو صلب لأنه شبه لهم وكان من المعقول أن يلتمسوا من الإسلام حلا لهذه المشكلة , لأن الإسلام جاء ليقول : لا لقد شبه لكم فما قتلوه ولا صلبوه , لأن هذا الفعل _ القتل أو الصلب _ ينقض فكرتهم عن إنه إله أو ابن إله . لأن المصلوب لو كان إلاها أو إبن إله لكانت لديه القدرة التى تغلب الصالب , فكبف يعقل الإنسان أن يتقل الإله أو ابن الإله مقدورا عليه من مخلوق ؟ والإسلام حين يقول : إن عيسى ابن مريم لم يصلب فقد كرمه الله . وهكذا ترى إن الإسلام قد جاء ليصفى العقائد كلها من عيوب التحريف التى قام بها المتبعون لتلك الأديان واللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
                                                   إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى