2014/08/22

ذكريات 1

نظرت لنفسها بالمرآة ... كم هي جميلة ورائعة إن الجميع يتمناها ولكنها لن تتزوج إلا عن حب ..... نعم , سوف تعيش قصة حب أسطورية سيحكى ويتحاكى عنها الجميع ستكون أقوى وأروع من قصة روميو وجولييت وعنتر وعبلة بل سيعشقها رجل ويجن بها أكثر مما جن قيس بليلى بكثييير ... لما لا إن شقيقتها الكبرى تزوجت عن حب وهى أحلى وأجمل منها كما تقول لها شقيقتها دوما كانت تبتسم لنفسها عندما سمعت صوته يدوى بالمكان ...
ماذا بك ياإمرأة؟؟؟؟ فيما أنت شاردة وكأنك لا تسمعينني ؟؟ قلت لك أريد شايا .
قامت بهدوء دون كلام لتعد الشاي له وهى تشعر بالكراهية نحوه ونحوها هي وفى المطبخ فكرت فى نفسها لما لا تضع له بعض السم فى الشاى؟؟
لا , لن تفعل ذلك ليس حبا فيه ولا كراهية فى القتل وليس لأنها تعتبره إنسان ولكن فقط لأنه لا يستحق أن تدخل إلى غياهب السجن بسببه .
أعطته الشاي وأخبرته أنها ستدخل لتنام .. نظر لها بإشمئزاز وهو يقول إنها لا تفعل شيئا أخر ولا تصلح لأي شئ أخر .
وكأنها لم تسمعه إتجهت لغرفتها وهى تقول فى نفسها : سامحك الله يا أمي
وفى الغرفة رفعت ملائة الفراش وأحضرت صندوقا من أسفله وأخرت مفتاحا صغيرا من صدرها وجلست على الفراش وفتحته ببطئ لتستنشق عبق الماضي السعيد وهى تفكر من كان ليظن أن علاقتها بوالدتها سيصيبها ذلك الفتور القوى وأن صديقتها الأقرب لقلبها وشقيقتها الكبرى فى ذات الوقت تبتعد عنها إلى ذلك الحد .
كانت زجاجة عطر صغيرة ترقد قابعة فى داخل الصندوق , أمسكتها وقربتها من أنفها لتستنشق بقايا عطرها بوضوح أكثر وأغمضت عينيها تاركة المجال لعبراتها لتصنع المزيد من الاخاديد على خدودها التي فقدت رونقها وبريقها وتركت المجال لذكرياتها .
تذكرت جارها الوسيم الذى كان يظل ينظر لها طوال الوقت كانت تظن أنه قد يكون فارس أحلامها الذى ستعيش معه تلك القصة الرائعة التي تحلم بها .
كانت تجلس مفكرة بمستقبلها المشرق عندما فتح الباب عليها ووجدت شقيقتها الكبرى أمامها ,
الأخت :- بماذا تفكر جميلة الجميلات ؟
هي :- أفكر بمستقبلي وزواجي
الأخت بإندهاش :- زواج ؟؟؟ أي زواج ؟؟ عما تتحدثين يا صغيرة فأنت لم يفت على إنهائك المرحلة الإعدادية سوى أسابيع قليلة فقط وتفكرين فى الزواج ... أنت مازلت صغيرة ياحبيبتى للتفكير بتلك الأمور
هي بصدمة :- ماذا ؟ صغيرة .. من تلك التي تنعتيها بصغيرة ؟؟
الأخت :- أنت
هي :- كلما أخطئ يوبخني أبى ويقول لي لقد كبرتي وأصبحتى عروسة وعلى وشك الزواج وأمي دائما ما تقول لي لقد أصبحتى عروسة وستتزوجين قريبا وكلما رأتني إحدى جارتنا تقول لي كم اصبحتى جميلة وسأخطبك لإبني وتأتى أنتي وتقولين لي أنتي مازلتى صغيرة ماهذا الكلام ؟؟ أنتي الوحيدة التي تراني مازلت طفلة
الأخت :- ياحبيبتى إنها مجاملات ومحاولة من والدي ووالدتي تعليمك المسؤولية بمحاولة إشعارك بأنك كبرتي ولكنك مازال أمامك المرحلة الثانوية هذا بجانب الجامعة أيضا .
هي :- ولكنى لن أدخل الجامعة سوف أدخل ثانوي فنى لأعيش قصة حب مع روميو وأخطب له ونتزوج بعد الثانوي مباشرة
تضحك الأخت الكبرى كثيرا :- عزيزتي لم يعد هناك روميو كان هذا قديما ومشكوك فيه أيضا
هي :- ولكنك تزوجتى عن حب
الأخت :-نعم ولكنه حبا عاديا فهو جارى أعرفه ويعرفني منذ كنا صغارا أي أنه حب تعود قبل أي شئ وليس حب روميو وجولييت .
 تفكر فى كلام شقيقتها ولكنها لا تقتنع بالتأكيد تغار شقيقتي منى لانى أجمل منها ( هكذا أقنعت الصغيرة نفسها )
كانت بدايات العام الدراسي الجديد كانت تشعر بالسعادة الشديدة تغمرها كم تحب أيام الدراسة ولعبها مع الفتيات وإنتعاشه هواء الصباح .
لم يمر سوى أسبوع واحد على بدء الدراسة عندما سمعت صوت شاب يناديها باسمها وعندما التفتت وجدته جارها الوسيم الذى ينظر لها دوما شعرت بسعادة بسيطة , هو لم يعجبها قط ولكنها لم تكن تريد سوى قصة حب كالتي تسمع عنها ولذلك قبلت وردته بسرور وهى مبتسمة.

جائت إجازة نصف العام وكانت تنتظر أن يأتي لخطبتها فى أي لحظة فليس لديه أي عذر الآن , لم تكن تشعر بالقلق فهي على ثقة من كونه سيخطبها فى تلك الإجازة فهو قد لمح لها بأنه يجب أن يخطب فى تلك الاجازة واليوم عصرا كانت الاغاريد تملأ شارعهم الصغير فكانت تلك بالنسبة لها فأل حسن وفى المساء جائت والدته إلى منزلهم وفتحت لها الباب شعرت بالسعادة فبالتأكيد هي قادمة لطلب يدها .

وأثناء تناول طعام العشاء كانت السعادة تغمرها على الرغم من تفكيرها المضنى هل ستحبه بعد ذلك أم لا وسمعت والدتها تحدث والدها وكانت صدمتها كبيرة عندما علمت أن والدته كانت تدعوا أهلها لخطبة ابنها على حسناء جارتهم التي تكبرها بعامان وانهم قد اتفقوا مع اهلها على الزواج بعد امتحانات أخر العام إذن هو لم يكن ينوى خطبتها من الاساس .
تنهدت وهى تتذكر تلك الأيام المشؤومة ,
كانت تجلس فى غرفتها حزينة ليس على فقدانه ولكن لأنه خدعها عندما دخلت شقيقتها الغرفة ورأتها على تلك الحالة وعندما سألتها عما بها روت لها كل شئ 
الأخت :- اعتقد انك تعلمتى مما حدث ولكن يجب ان تعلميه انك لست حزينة عليه بل انه بتركه اياك قد استبقكى بخطوة قبل ان تتركيه 
هي باستغراب :- لا أفهم؟ كيف أفعل ذلك؟
الأخت:- هو يتوقع انك لن تذهبي غدا لحضور الخطبة ولكنك ستكونين موجودة بل ستكونين اجمل حتى من العروس نفسها وتلك هي مهمتي أما مهمتك فأن تكوني مبتسمة وسعيدة وتشعريه بانك لا تهتمين به اتفهمين ياصغيرتى
هي مبتسمة :- نعم افهم ذلك جيدا.
وقد كان وباعتراف الجميع كانت هي اجمل من العروس بمئات المرات حتى أن العروس غارت منها وبشدة كانت ترتدى فستانا أحمر أظهر جمالها كما لو كانت أفرودييت بنفسها حتى انه لم يستطع ابعاد ناظريه عنها ولكنه لم يكن الوحيد الذى لم يستطع ابعاد ناظريه هو ايضا لم يستطع ذلك .
                                             بسنت سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق