انه ذلك السحر الخفى ... الذى يجذبك ناحية السقوط والرغبة العارمة فى الفوضى ... إنها الرغبة فى الحياة والرغبة فى الموت ... إنه الماضى والحاضر والمستقبل ... يظن الإنسان انه ليس بحاجة له ... يبتعد ويهرب .. ولكن الواقع انه يهرب منه إليه ... إنه كالمغناطيس يجذب اليه الجميع دون إنذار ... ودون أن يشعرهم بأى شئ ليجدوا أنفسهم قد وقعوا فى الفخ ... ذلك الفخ المحبب للجميع والمكروه لهم فى ذات الوقت .... إنه الإكسير الذى يبحثون عنه ولا يريدون الإقتراب منه......إنه الكأس الذى يشربونه وهم لا يشعرون ولا يريدون .............
*****************************
كان إلحاح والدتها عليها لتتزوج أكثر شئ تكرهه بحياتها .... فالزواج بالنسبة لها مشروع فاشل بكل المقاييس فالرجل لا يفكر إلا بإمرأة تكن لمنزله خادمة وتكن له جسدا كانت مشاجراتها مع والدتها دوما بشأن تلك الأفكار الشاذة هى تريد رجلا يفهمها وأمها ترى أن الفتاة يجب أن تتزوج لا يهم كيف أو لماذا فقط يجب أن تتزوج .....
كانت تفكر بذلك الكلام وهى تجلس معه واضعة قدما على قدم وتتحدث معه فى السياسة ليس حبا بها ولكن لتعرف كيف يفكر ولم تصدم كثيرا عندما قال لها انها يجب عليها ان تحب مايحب هو وتكره مايكرهه ..... ولم تجد ماتقوله سوى أن سوق الجوارى أغلق منذ زمن .
لقد غضبت امها غضبا شديدا . انها لاتريد شيئا من تلك الحياة الا تزويج ابنتها ... دائما ماتقول لها أن قطار الزاوج قد فاتها ....أما هى فتبتسم وتقول لأمها :- عن أى قطار تتحدثين ياأمى أنا أنتهيت من المرحلة الثانوية منذ أسابيع قلائل وأنتى تقولين قطار الزواج ؟؟؟ وماذا افعل بهذ الزواج ؟؟؟؟ ومن سيوافق أن يتزوجنى ويدعنى أكمل دراستى ؟؟؟؟
الام :- الفتاة ليس لها إلا الزواج ... ما الذى سيفيدك من التعليم غير ضعف نظرك وتعبك؟؟؟
الفتاة :- نحن فى القرن الحادى والعشرين حقى أن أكمل تعليمى كما أشاء ولا أريد الزواج الأن ..
الأب :- إنها تريد أن تتزوج عن حب بالتأكيد .
الام غاضبة :- ماذا ؟؟؟ حب ... ليس نحن من نفكر بتلك الطريقة السيئة فإبنتى محترمة ... أم انك لديك قول أخر؟؟؟
الفتاة :- لا .. ليس لدى أى قول ... فأنا لا أوؤمن بتلك التفاهات ......
************************************
ما الذى تعنيه بذلك
هو :- كما سمعتى انا لا أوؤمن بأى تفاهة من تلك التفاهات المدعوة بالحب .....
هى :- إذن لن تتزوج مطلقا ؟؟؟
هو :- وما دخل الزواج بالحب ؟؟؟؟ أنا أريد إمراة عقلانية وليست تافهة تجلس أمام التلفاز وتبكى لمجرد أنها رأت شخص يموت فى عمل فنى .
هى :- أتعلم اخى إنهم محقون تماما فيما يقولونه عنك حقا انت غريب الأطوار
هو :- بل أنا شخص عقلانى ولست شهوانى هذا هو الفرق
************************************
المكان : مبنى كلية الأثار
دخل إلى قاعة المحاضرات ... كان الجميع يجلس فى مقعده أما هى فكانت تنظر بمرآتها وتعدل خصلات شعرها الأشقر الناعم دون مبالاة ....
هو :- هلى أنتى هنا هذا العام أيضا؟؟؟
الفتاة الشقراء :- لا أستطيع الأستغناء عنك أستاذى فأنا أحب حضور محاضراتك جميعها ولهذا لا أنجح أبدا لاظل هنا ..
هو :- أريد أن أعلم شيئا لما دخلتى كليه الأثار
الفتاة الشقراء :- إنه " البرستيج " الخاص بها
هو :- ماذا ؟؟؟؟ " برستيج "....... وأنت لما دخلتها ؟؟؟
طالب 1 :- إنه المجموع
هو :- وأنت ؟
طالب2 :- سمعت أن خريجى الاثار يعملون بمجرد تخرجهم ولهم رواتب كبيرة
هو :- وأنتى؟؟
هى ناظرة له :- إجابتى لن تروق لك
هو :- دعينا نسمعها .
هى :- لا أريد سوى العلم .
هو مصدوما :- ماذا ؟؟؟
هى :- قلت أنى لا أريد سوى العلم والعلم فقط .....أريد أن أتعلم كل شئ عن كل شئ .....أريد أن أعرف الماضى لأفهم الحاضر وأستعد للمستقبل ولهذا جئت هنا ...... إذا أردت أن أصبح كاتبة أو صحفية أو طبيبة أو محامية أو فيلسوفة أو أى شئ فى الكون .... من هنا تكون البداية من الماضى
هو :- تلك أروع إجابة سمعتها يوما
*************************************
مرت أشهر وهى تجعل عيونه تبحث عنها كان يحضر لها أحيانها بعض كتب التاريخ الغير متواجدة بالمكتبات لتقرأها وتعيدها وكان يقنع نفسه دوما بأنه يفعل ذلك لانها طالبة متفوقة تستحق من يساعدها طوال الوقت وهى كانت تقبل ذلك وتقول لنفسها : وماذا فى ذلك إنه فقط يرانى طالبته المتفوقة .
ولكنها لم تفهم لم تشعر بتلك السعادة الغريبة عندما تراه حاولت أن تجد تفسيرا معقولا ولكنها لم تجد سوى أنها تسعد برؤيته لإنه معلمها أما هو فلم يجد حلا امامه سوى أن يتحدث مع أخيه الاكبر محاولا فهم ذلك الشعور الخفى لذى يراوده تجاه طالبته منذ أكثر من عام
الاخ مبتسما :- يبدوا ان المغناطيس قد جذبك
هو :- عن أى مغناطيس تتحدث ؟؟؟
الأخ :- مغناطيس الحب أخى
هو :- أنت تعلم أنى لا أوؤمن بتلك الأشياء
الأخ :- إن الجميع لا يؤمنون به ولكن ليس هذا معناه إنه غير موجود
هو مصدوما :- ماذا تعنى؟؟؟
الأخ :- لقد وقعت فى بحر الحب
هو :- ياإلهى ....ماذا أفعل الآن؟؟
الأخ :- لم انت خائف...إنه أروع شئ فى الوجود لولاه لما وجدت البشرية
هو :- إنها طالبة لدى
الأخ :- لا يهم ...إنتظر حتى تعرف مشاعرها وإذا كان الشعور متبادل فلتجعلها لك فى الحلال فليس هناك اجمل من تكوين أسرة بالحب
******************************
علمت أنها قد شربت من ذلك الكأس الذى يتجنبه الجميع وعلمت أنها قد وقعت بالفخ ولن تستطيع الفكاك منه فأستسلمت لمشاعرها ناحيته .خاصة عندما علمت أنه أحب عقلها ورووحها كما أحبت هى عقله ورووحه....
أستسلم كلاهما لمشاعرهما المتقدة التى توجاها بالزواج ومازالا سويا يبحثان فى عبق الماضى ليفهما الحاضر ويستعدا للمستقبل .... وقع كلاهما فى الحب فى حين أنهما لم يؤمنا به فى الوقت الذى به ألاف يعشون كامل حياتهم ويموتون وهم يبحثون عنه دون فائدة ..... فليس كل مايريده المرء يدركه
************************************
النهاية
بسنت سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق